معجزة المسيح والتطور

معجزة المسيح والتطور

إذا أردنا أن نصل إلى الحقيقة الكاملة يجب أن يكون القرآن هو مرجعنا وإمامنا وطريقنا لليقين، وأن تكون الاكتشافات العلمية هي وسيلتنا لتدبر القرآن وليس العكس....

الذي دعاني لكتابة هذه السلسلة في نقد نظرية التطور ومحاولة الوصول إلى حقيقة الخلق من خلال القرآن الكريم، أنني كنتُ مقتنعاً بهذه النظرية إلى حد بعيد من الناحية العلمية. ولم يكن سبب اقتناعي هو الحقائق العلمية التي اطلعتُ عليها، إنما كثرة العلماء الذين يكتبون فيها وكثرة المجلات العلمية التي تنشر لهم.. فأصبح هناك رأي عام سائد لا يمكن أن أخالفه بهذه السهولة. وبالفعل بدأتُ أبحث في القرآن الكريم عن آيات تؤكد نظرية التطور واستمر البحث لما يقارب العشرين عاماً بل أكثر.. ولكن جميع المحاولات فشلت حيث أجد نفسي أمام آيات واضحة لا تقبل التأويل وأمام أحاديث قطعية الثبوت نطق بها حبيبنا عليه الصلاة والسلام، وهو الذي لا ينطق عن الهوى... ماذا يمكنني أن أفعل بهذه النصوص المقدسة؟ وهذا ما دعاني من جديد لإعدة النظر في نظرية التطور... حيث بدأت بدراستها بعمق، لاسيما أنني غير متخصص في علم الأحياء، ولذلك بذلتُ جهداً أكبر لفهم هذه النظرية... وكانت المفاجأة: أنني وجدتُ أصحاب هذه النظرية لا يفهمون منها شيئاً!!.

فحتى هذه اللحظة لا يستطيع جميع علماء التطور أن يفسروا لنا كيف نشأت أول خلية على كوكب الأرض! ولا يستطيعون تفسير نشوء شريط DNA ومن أين جاءت المعلومات الوراثية.. مالذي يدفع الخلية للتكاثر.. كيف نشأت النباتات بهذا التنوع الهائل؟ كيف نشأت الأسماك.. الحشرات.. حتى الإنسان لم يستطيعوا حتى الآن معرفة كيف نشأ وما هو بالضبط المخلوق الذي تطور منه...

بالإضافة إلى وجود تناقض كبير بين علماء التطور في تفسير أي شيء! مثلاً كلما عثروا على جمجمة، يقول بعضهم إنها لقرد.. ويقول آخرون بل هي لإنسان.. ويقول فريق ثالث إنها لمخلوق نصفه قرد ونصفه إنسان... إذاً هذا تناقض واضح لا يمكن بناء حقيقة علمية عليه. الشيء الأغرب أن علم المتحجرات أو الأحافير متناقض بشكل كبير جداً.. فأي متحجرة يتم العثور عليها نجد تفسيرات كثيرة لها وابحثوا إن شئتم في أقوال علماء المتحجرات، ولكن اقرأوا الاكتشاف العلمي بشكل أفقي وليس بشكل عمودي.. كيف؟

عندما تقرأ نظرية التطور بشكل عمودي لا تستطيع اكتشاف الأخطاء والتناقضات العلمية، فإذا قرأت قصة تطور الكائنات من بعضها اعتباراً من الخلية الأولى وصولاً إلى الإنسان (هذه قراءة عمودية) سوف تنخدع بسهولة وتعتقد أن النظرية صحيحة ومنطقية، لأن هذه الطريقة في القراءة لا تفسح مجالاً لك للتفكير والتركيز على نقطة محددة لاكتشاف التناقضات.أما عند قراءتك لنقطة محددة من نظرية التطور ولكن قراءة أفقية، أي تقرأ كل ما كُتب حول هذه النقطة تحديداً.. سوف ترى كمية هائلة من التناقضات والاختلافات والأخطاء العلمية. ومثال على ذلك المتحجرة الشهيرة Archaeopteryx‏ ‏التي اعتبرت السلف المشترك للطيور. هذه المتحجرة تعود لأكثر من 160 مليون عام وحاول العلماء رسم صورة لها حيث تبين لهم أنه مخلوق متوسط يمثل مرحلة بين الديناصورات والطيور.. أي بدايات نمو الأجنحة للطيران. ولكن بعد البحث الدقيقة تبين أن هذا الكلام خادع ومضلل!! فحسب مجلة الطبيعة ‏الأمريكية الشهيرة (1) والتي تروج للتطور، فإن إعادة دراسة هذه المتحجرة تظهر أنها ليست طيراً!! بل هي كائن عادي جداً ومكتمل ولا ‏يمثل أي مرحلة متوسطة بين جنسين مختلفين.‏ ويؤكد الباحثون أن هذه المتحجرة تعود لديناصور عاش قبل 160 مليون عام.. قبل وجود الطيور على ‏الأرض.. هذه المتحجرة اكتشفت عام 1861 أي بعد نشر نظرية التطور بقليل.. واعتبرت ل 150 عاماً أنها ‏أكبر دليل على صدق داروين في نظريته... حتى تبين أخيراً أنها خدعة لا أكثر ولا أقل!!‏ البحث يؤكد أن: Analysis of fossil traits suggests that Archaeopteryx is not a bird at all التحليل الجديد الذي أجري على سمات المتحجرة يقترح أنها ليست طيراً على الإطلاق. إذاً نحن الآن أمام قولين متناقضين: علماء يقولون إن هذه المتحجرة هي أول طائر على عاش على الأرض، وعلماء يقولون هذه المتحجرة أصلاً لا تطير!! إذا هل هذا تناقض أم حقيقة علمية؟؟! وعندما وجدتُ التناقضات واضحة أمامي في كل شيء.. وفي تفسير أي ظاهرة في عالم الخلق، مثلاً علماء يقولون إن الحوت الأزرق وهو أكبر كائن حي على الإطلاق، ويصل وزنه إلى 200 طن... نشأ في الماء من خلال التطور.. وعلماء يقولون إن الحوت الأزرق كان حيواناً برياً ثم تطور إلى حوت عملاق يبلغ طوله أكثر من 30 متراً.. إذاً هذا تناقض واضح أيضاً وليس هناك حقيقة علمية تتعلق بنشوء الحيتان حتى الآن.... وهكذا جميع الأمثلة لا تكاد تجد إجماعاً علمياً على أي منها. ولكن السؤال: إذا كان التطور مناقضاً للقرآن والسنة، فهل توجد آيات تشرح لنا عملية الخلق وأسراره؟ لقد بدأتُ رحلة جديدة من البحث في القرآن، بعدما استيقنتُ أن نظرية التطور مليئة بالتناقضات. ولكن إصرار العلماء عليها أن جميع النظريات الأخرى مثل نظرية التصميم الذكي، تعترف بوجود الخالق، وهذا ما يجعل "المسيطرين" على البحث العلمي يرفضونها. إذاً أين القرآن من كل هذا؟ العجيب أنني بمجرد بدأتُ البحث في كتاب الله تعالى فوجئت بعدد هائل من الآيات تشرح لنا طريقة الخلق بدقة وبالتفصيل، بل وتشرح لنا طريقة إعادة الخلق، وكذلك المعجزات.... يمكنني ببساطة أن أسميها "نظرية المعلومات". من أين كانت البداية؟ الآية التي كانت مفتاحاً لإثبات الخلق المباشر هي معجزة سيدنا عيسى عليه السلام في خلق الطيور.. يقول تعالى: (وَ رَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ) [آل عمران: 49]... إذاً المسيح عليه السلام كان لديه القدرة على خلق الطيور من الطين خلقاً مباشراً من دون الحاجة للمرور عبر مراحل التطور. معظم المؤمنين بالتطور وبالقرآن يقولون إن هذه معجزة خاصة بسيدنا المسيح ولا تطبق عليها قوانين العلم ولا يمكن تفسيرها علمياً.. ولكن هل هذا صحيح؟ دعونا نناقش الأمر من زاوية أخرى، ونتساءل: أيهما أكثر إعجازاً أن نرى الطين يتحول إلى طير بشكل مباشر وبمجرد النفخ فيه، أن أن الطير يستغرق مليارات السنين حتى يصبح طيراً؟ بلا شك إن المعجزة الأكثر إبهاراً هي الخلق المباشر من الطين! فإذا كانت هذه القدرة يمتلكها بشر وهو المسيح، فمالذي يمنع الخالق عز وجل من خلق الطير الأول من طين؟! إن الله تعالى عندما تحدث عن خلق الدواب لم يستخدم كلمة تطور أو سلالة أو نشوء أو اصطفاء... بل الآية واضحة تماماً: (وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور: 45].. هذه الآية لا لبس فيها، فقد ردّ الله تعالى أصل جميع الدواب إلى الماء وليس إلى سلف مشترك مثلاً ولا إلى الخلية الأولى... ولذلك إذا قلنا إن الله خلق كل دابة خلقاً مباشراً من الماء ووضع فيها المعلومات وبرامج التشغيل التي تضمن لها حياتها ورزقها وتكاثرها، مالذي يمنع هذا الأمر أن يكون حقيقة علمية؟ والسؤال أيضاً: كيف تحولت ذرات الطين إلى طائر بمجرد النفخ فيه؟ إن عملية النفخ ليست بهذه البساطة أو العشوائية، بل هي عملية منظمة ومقدرة وتسير وفق قوانين يمكن أن نسميها "هندسة الخلق" ولا تسير بشكل عشوائي كما تدعي نظرية التطور. فما الذي حدث في ذرات الطين حتى تحولت إلى طائر؟ إنها الروح التي تم نفخها في هذا الطين، والذي نفخ هذه الروح هو أيضاً فيه من روح الله.. لأن الله نفخ فيه من روحه.. وبالتالي اكتسب القدرة على نفخ الروح بإذن الله تعالى. فنفخ الروح إذاً هي عمليات منظمة تقوم بتحويل الذرات التي كانت على هيئة الطين، إلى ذرات على هيئة خلايا. فالطين الذي نفخ فيه المسيح تحول إلى طائر حقيقي له كل ميزات الطيور.. وفيه مليارات الخلايا.. ولا يختلف عن أي طائر آخر.. وهذا سر الروح التي هي فوق طاقة البشر، ولكن يمكننا أن نحاول استكشاف بعض أسرار النفخ بالروح من الناحية العلمية. وطالما أن علماء التطور ينكرون الروح.. فلن يصلوا إلى الحقيقة العلمية وسيبقى التخبط والتناقض في هذه النظرية ولن يصلوا إلى أي شيء مالم يعترفوا بالروح! والذي يجهله الكثيرون أنهم يعتقدوا أن عملية الخلق المباشر تتم من دون قوانين أو هندسة خاصة، على العكس العملية منظمة ومقدرة وفق قوانين محكمة. القوانين العشرة للنفخ بالروح إن عملية الخلق المباشر هي عملية منظمة ويمكن استكشافها علمياً، وليست عملية مجهولة أو أشبه بالسحر كما يتخيل البعض. ولكن هذه العملية تتم وفق قوانين محددة لا تشذ عنها ومن هذه القوانين ما يمكن أن نقترحه وهو متفق تماماً مع الحقائق العلمية: 1- النفخ بالروح في أي كائن يعطي مخلوقاً متناسقاً مع بقية المخلوقات، أي يتكون من خلايا ولديه وسيلة إبصار، ووسيلة غذاء، ووسيلة رزق... وله كل الأجهزة التي يحتاجها في حياته. سواء كان الكائن عبارة عن خلية واحدة أو كان يتألف من تريليونات الخلايا. إذاً هناك عملية تقدير ونظام: (وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا) [الفرقان: 2]. 2- النفخ بالروح يعني وضع جميع برامج التشغيل والمعلومات في جينات هذا الكائن، والتي كتب فيها مواصفاته، وطريقة حياته ورزقه.... وكتب فيها المدة التي سيعيشها على الأرض قبل أن ينقرض.. كل هذه المعلومات لابد من نفخها في ذرات هذا الكائن وتحديداً عبر جيناته (الشريط الوراثي).. (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة: 7]. 3- عملية النفخ تعطي كل كائن الأجهزة التي يحتاجها بغض النظر عن شكله أو حجمه، فالنحل يحتاج لذكاء خارق ليقوم بصنع العسل.. هذه المعلومة يتم نفخها في جينات النحل، بغض النظر عن حجم هذا المخلوق أو تاريخ خلقه أو ما سبقه وما يليه من مخلوقات. إن عملية الخلق مترافقة بأمر الله (يمكن أن نسميه نظام المعلومات) لذلك هناك خلق وأمر: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]. 4- عملية النفخ بالروح تتم وفق نظام دقيق متدرج يسهل الاستدلال عليه واكتشافه لنستيقن أن الله قادر على إعادة الخلق. فقد بدأ الله الخلق بخلية بكتيرية وحيدة قبل 3.5 مليار سنة، ووضع فيها كل المعلومات التي تلزمها لتستمر طيلة هذه المليارات من السنين دون أن تنقرض... ثم خلق مخلوقات أخرى أكثر تعقيداً من الناحية الشكلية، وليس ليس أكثر كفاءة. (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) [الأعلى: 2]. 5- يتم نفخ الروح أو المعلومات في كل كائن بنفس مستوى الإتقان.. فلا يوجد كائن أكثر إتقاناً من كائن آخر. وهذا ما أثبته العلماء المختصون بدراسة تصميم الكائنات، فتصميم أي كان يعتبر مثالياً ولا يمكن الإتيان بأفضل منه.. حتى الفيروس هو على درجة عالية جداً من التصميم. (مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ) [الملك: 3]. 6- عملية النفخ تتم بشكل مفاجئ.. وهذا ما تؤكده جميع المتحجرات، فالمخلوقات تظهر فجأة وهي بصورتها الكاملة، وليس هناك مراحل وسطية كما يدعون. كل المتحجرات تؤكد أن جميع المخلوقات التي تم العثور عليها هي مخلوقات كاملة. (وَ مَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 50]. 7- عملية نفخ المعلومات في أي كائن تتضمن هداية هذا الكائن لعمله ورزقه وطريقة حياته الخاصة. لذلك المعلومات قادرة على تغيير ترتيب الذرات لتشكل خلية كاملة أو مليارات الخلايا تعمل بتناسق كامل، بفضل المعلومات التي تم تخزينها في هذه الذرات. (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. 8- من القوانين الهامة للخلق المباشر أنه لا يوجد جنسين من المخلوقات متشابهين، بل كل جنس من الكائنات له خصائصه التي يتميز بها، وله أساليب في العيش تختلف عن الآخرين.. وهكذا جميع الكائنات.. وهو ما أثبته علماء الهندسة الوراثية، أي أن أي مخلوق له خصائص لا يشترك بها مع أي مخلوق آخر.. سواء ضمن نفس النوع أو الأنواع المختلفة. (مُشْتَبِهًا وَ غَيْرَ مُتَشَابِهٍ) [الأنعام: 99]. 9- عملية النفخ بالروح أو المعلومات تتم وفق تدرج يحدده الخالق تبارك وتعالى يسهل علينا اكتشافه. فنجد أن كل زمن من الأزمنة (العصور الجيولوجية) كانت تظهر كائنات جديدة أكثر تعقيداً من الناحية الظاهرية.. فهذا التدرج الزمني مهم جداً لنتمكن من اكتشافه، ولذلك العملية لا تتم بشكل عشوائي بل متدرج مع الزمن. والتعقيد ظاهري فقط ولكننا عندما نتعمق في دراسة أي كائن نراه على نفس المستوى من التعقيد مع بقية الكائنات بما يشهد على أن الخالق واحد وأنه أتقن كل شيء (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ) [النمل: 88].

10- إن التشابه بين المخلوقات وما يعتقده البعض بقايا التطور ما هو إلا أسلوب الخلق الذي اختاره الله تعالى لمخلوقاته. فالعين التي خلقها الله لكثير من الحيوانات وللقرود وللبشر وللأسماك... هذه العين خلقها الله خلقاً مباشراً لكل كائن بما يتناسب مع احتياجاته. فعين الإنسان جاءت مشابهة لعين الأخطبوط الذي خلق قبله بملايين السنين.. ليس لأن الإنسان تطور من أخطبوط، بل لأن الإنسان يحتاج إلى نفس التقنية التي يحتاجها الأخطبوط.. إذاً عملية الخلق تخضع لمشيئة الله : (يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45]. كما أن عملية الخلق تتم بسرعة هائلة، ويتم وضع جميع المعلومات وبرامج التشغيل في نفس اللحظة وليس عبر ملايين السنين.. وهذا ما يتفق مع الدراسات العلمية. النشأة الآخرة لذلك لا توجد لدى أي جنسين من المخلوقات أعين متشابهة مئة بالمئة، بل تختلف اختلافاً جذرياً.. ولكنها تتشابه ظاهرياً. وهذا التشابه الظاهري له هدف وهو اكتشاف أسرار الخلق لنستيقن أن الله قادر على إعادة الخلق. قال تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20]... كلنا يعلم أن النشأة الآخرة ستحدث يوم القيامة ولن تكون عن طريق التطور!! سوف يخلق الله جميع البشر من تراب ولن يخضعوا للتطور ليعودوا من جديد. فالنشأة الآخرة تشبه النشأة الأولى.. هذا مضمون الآية القرآنية، ولذلك الهدف من النظر في كيفية بدء الخلق، هو معرفة النشأة الآخرة (فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ)، وهذا دليل من القرآن على أن الله تعالى خلق آدم عليه السلام من تراب.. وسوف يعيد خلق البشر من تراب أيضاً كما خُلق سيدنا آدم.. ولذلك قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) [العنكبوت: 19]. فإذا كان خلق الإنسان جاء نتيجة التطور، إذاً كيف سيعيد الله خلق الإنسان من خلال التطور؟ هذه الآية تؤكد أن الخلق بدأ من تراب ثم يعيده الله من تراب. كذلك يقول تعالى: (كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) [الأعراف: 29]... فكما بدأ الله خلق البشر من تراب سوف يعودون يوم القيامة ويبعثوا من تراب أيضاً وبنفس الطريقة.. ولو كان المقصود من الآية أن الإنسان خلق في الدنيا عن طريق التطور وأنه سيعاد خلقه يوم القيامة بشكل مباشر.. إذاً ما الفائدة من دراسة كيفية بدء الخلق ومالفائدة من الآية بهذه الصياغة؟ إذاً معنى الآية كَمَا بَدَأَكُمْ من تراب تَعُودُونَ من تراب. إعادة الخلق فالله تعالى لا يحتاج لقوانين تحكمه (تعالى الله عن ذلك) ولا يحتاج لبشر يعلمونه كيف يخلق.. سبحانه وتعالى.. ولذلك قال: (وَ هُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَ لَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الروم: 27]. فالله يبدأ خلق الإنسان من تراب ثم يعيد خلقه من تراب، وهذا الأمر هين وسهل على الله تعالى.. ولو كانت نظرية التطور صحيحة لكان هناك خلل علمي في القرآن.. إذ كيف يبدأ الله الخلق عن طريق التطور ثم يعيده عن طريق الخلق المباشر من تراب يوم القيامة؟ هذه ليست إعادة بل طريقة أخرى في الخلق.. مع العلم أن كثير من الآيات تؤكد على عملية إعادة الخلق: (أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [النمل: 64]. إن حقيقة بدء الخلق ثم إعادته تكررت في القرآن 8 مرات ليؤكد الله لنا على صدق كلامه عز وجل.. ولو كان هناك تطور لأشار القرآن ولو إشارة خفية إلى ذلك! أخوتي في الله، كلما أردتم أن تتصوروا الخلق المباشر تصوروا كيف كان المسيح عليه السلام ينفخ في قطعة من الطين فتكون طيراً بإذن الله.. لم يقل: تتحول ولا تتطور ولا تمر بمراحل بل (تكون طيراً) بلمح البصر وخلال زمن قصير جداً لا يمكن إدراكه، وهذه السرعة ضرورية لخلق كائن متناسق ومتكامل.. لأن التطور من مخلوق لآخر عبر سلسلة من التغيرات الوراثية عبر ملايين السنين لا يمكن أن يولد إلا الفوضى والتشوهات والعشوائية. دعوني أسأل كل من يعتقد بالتطور: مالذي يتغير لو اقتنعنا أن الله تعالى خلق كل مخلوق خلقاً مباشراً من الماء والتراب (أي من عناصر الأرض)؟ هل سنترك علم التشريح؟ هل سنتخلى عن علم الهندسة الوراثية والجينات؟ هل سنترك اكتشاف علاج لأمراض مستعصية؟ هل سنترك علم المتحجرات والأحافير وعلم الطب وعلم الصيدلة...؟؟؟ طبعاً هذه العلوم نشأت وتقدمت من دون الحاجة لنظرية التطور، ولكن التطوريين يخدعون الناس ويربطون هذه العلوم بالتطور.. ويقولون لولا التطور لم نكتشف علاجاً للأمراض.. لولا نظرية التطور لم نفهم علم التشريح... وهكذا لا أدري كيف ينخدع الكثيرون بهذا الكلام، وما علاقة علم التشريح مثلاً بالتطور؟ وإنني على يقين بأن العلماء لو رفضوا نظرية التطور واعتنقوا نظرية الخلق المباشر واعترفوا بوجود الخالق عز وجل، سوف يقطعون أشواطاً هائلة في البحث العلمي.. وصدقوني إن نظرية التطور يعيق مسيرة البحث العلمي ولا تقدم أي شيء سوى حجج واهية للملحدين لخداع وتضليل الناس... والآن... أطلب من كل أخ مسلم يعتقد بأن نظرية التطور صحيحة، أن يأتيني بدليل علمي واحد على تطور مخلوق لآخر.. أو يأتي بتجربة علمية تثبت التطور من جنس لآخر (طبعاً لا نريد تجارب تطور الفيروسات ... التي تبقى في النتيجة فيروسات).. أو يأتي بحقيقة علمية يقينية تثبت التطور.. أو يأتي بتفسير حتى لو كان غير علمي، مالذي حدث من طفرات في جينات أي كائن حتى تحول لكائن آخر... بل نطلب أن يأتينا بآية واحدة تثبت نظرية التطور.. أو يأتي يحديث نبوي صحيح يثبت التطور، أو يأتي بتفسير أحد المفسرين من السلف يثبت التطور.. أو يثبت لنا أن معجزات الرسل لا تتناقض مع التطور وأن البعث يوم القيامة لا يتناقض مع التطور... لذلك يا أحبتي... أرجو إعادة النظر جيداً واعلموا أنكم ستقفون بين يدي الله تعالى.. ولا تنسوا الدراسة العلمية التي أجريت مؤخراً تؤكد أن الإنسان عندما يقترب من الموت ينكر نظرية التطور!!! ولن يسألنا الله يوم القيامة عن التطور هل هو صحيح أم غير صحيح!! بل سيكون لدينا مشكلة كبرى في تأويل النصوص القرآنية تأويلاً ما أنزل الله به من سلطان.. وكذلك سيكون لدينا مشكلة مع الكثير من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، التي سنضطر إلى تأويلها أو إنكارها وجميعها تؤكد أن آدم خُلق من تراب خلقاً مباشراً وأن الله نفخ فيه من روحه... وأمر الملائكة أن تسجد تشريفاً وتكريماً له.. وهناك حوارات طويلة وقصة الخروج من الجنة... فأين نظرية التطور من كل هذا؟؟! وماذا سنقول لله تعالى يوم لقائه؟! لنفرض جدلاً... وعلى كل حال حتى لو كانت نظرية التطور صحيحة – جدلاً وهي غير صحيحة– فالأفضل أن نبقى مع الأحاديث الشريفة والنصوص القرآنية وتفاسيرها المعتمدة، ولن أدخل النار إذا أنكرتُ نظرية داروين!! ولكن سيكون لدي مشكلة إذا صدقتُ هذه النظرية وثبت أنها غير صحيحة.. وندعو بدعاء حبيبنا عليه الصلاة والسلام: اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.. وكذلك نسأل الله تعالى أن نكون من المؤمنين الذين قال فيهم: (فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) [البقرة: 213]. ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar المراجع ‎مقالة على مجلة الطبيعة تؤكد خطأ التطوريين في أصل الطيور 1- Archaeopteryx no longer first bird, 27-7-2011, ‎‎http://www.nature.com/news/2011/110727/full/news.2011.443.html مقالة تؤكد أن الإنسان لحظة الموت ينكر نظرية التطور Fear of Death Spurs Belief in Intelligent Design, http://www.livescience.com/13534-death-anxiety-intelligent-design-evolution.html, 1-4-2011.

معجزة التطور

نظرية التطور مجرد وهم إنها النظرية الأكثر جدلية عبر التاريخ، والتي رفضها العلماء من المؤمنين ولكن معظم العلماء المعاصرين مقتنعون بصدقها.. فماذا وصل العلم الحديث حتى الآن؟ دعونا نرى... آلاف الحقائق العلية التي تؤكد أن نظرية التطور خاطئة تماماً.. ومن هذه الحقائق ما يؤكده العلماء حول الذكاء عند الكائنات الحية، فذكاء المخلوقات يتناقض مع فكرة التطور.... نحن نعلم أن الأسماك عاشت على الأرض قبل 500 مليون عام وهي من أوائل المخلوقات المعقدة ظهوراً.. أما القرود فلم تظهر إلا خلال عدة ملايين مضت من السنين.. وعلى أساس نظرية التطور يجب أن تكون القرود أذكى بكثير من الأسماك للأسباب التالية: - دماغ القرد أكبر بكثير من دماغ السمكة.. - القرد مرّ بمراحل كثيرة من التطور، حيث إنه في الأصل كان سمكة ثم تطور عبر مئات الملايين من السنين حتى أصبح قرداً.. فاكتسب ذكاء كل المخلوقات التي سبقته. - حسب الاصطفاء الطبيعي يجب أن يتمتع القرد بذكاء أعلى من السمكة في كل شيء! ولكن هل هذا هو الواقع؟ لقد قام العلماء بتجربة على القرود بمختلف أنواعها مثل القرد العادي والشمبانزي وإنسان الغاب.. مقارنة مع الأسماك لاختبار الذكاء لديهم.. واستخدموا أبسط اختبار ممكن وهو الطعام.. فغريزة الجوع موجودة لدى كل الكائنات الحية. قدموا نوعين من الطعام: طعاماً ملوناً ولكنه مؤقت أي مرة واحدة.. وطعاماً غير ملون دائماً أي كل يوم. وتبين للباحثين أن الأسماك تعرفت على الطعام الدائم بسرعة كبيرة ومنذ المرة الأولى.. على عكس القرود التي لم تميز بين الطعام الدائم أو المؤقت. إذاً الأسماك تفوقت على القرود مع أن دماغها أصغر بكثير، بل تفوقت على الأطفال الصغار أيضاً من البشر في مثل هذه الاختبارات! أسماك من نوع Clownfish لها لغة خاصة بها تستخدمها مع بقية المجموعة للدفاع عن نفسها وكسب رزقها.. بل والتعاون مع كائنات بحرية أخرى على الاصطياد.. وهذا الأسلوب غير متوافر في عالم القرود.. وبالتالي فإن الأسماك تتمتع بامتلاك تقنيات صيد وتعاون مع أجناس أخرى ربما تتفوق على القرد بكثير؟ إن هذه الظاهرة – ظاهرة الذكاء عند الكائنات الحية – تناقض بشدة نظرية التطور.. فكل كائن حي له ذكاؤه المستقل والمناسب لحياته ومعيشته وبيئته.. وبالتالي يمكن أن نؤكد بأنه لا يوجد كائن أذكى من كائن آخر.. لأن ذكاء كل كائن جاء مناسباً له... فالنملة هي مخلوق نشأ قبل الإنسان بملايين السنين، ولكن النملة لا تقل ذكاء عن الإنسان.. فالنمل مهندس بارع، ولديه أساليب في البناء والتواصل وتنظيم المرور يتفوق فيها على البشر... النمل لديه أسلوب متطور في التواصل وفنون في القتال والاستعباد والتربية ولديه عاطفة... فهو مخلوق متكامل وليس مجرد حلقة في سلسلة التطور كما يعتقد البعض.. إن تصميم القرد مناسب جداً لحياته ومعيشته وظروفه وبيئته.. ولا يمكن لأحد أن يدعي أن تصميم القرد أفضل من تصميم السمكة.. بل كل مخلوق منهما تم تصميمه بشكل إبداعي مستقل.. والتشابه بين هذه الكائنات من حيث التركيب الخلوي والوظيفي.. إنما يدل على أن الخالق واحد سبحانه وتعالى، وليس بالضرورة أن أحدهما تطور من الآخر!! وهكذا نستطيع أن نستنتج أن الذي خلق السمكة هو الذي خلق القرد.. وهو الذي وضع لكل منهما نسبة ذكاء مناسبة له.. ولذلك قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة: 7].. فهذه الآية تؤكد أنه لا يوجد مخلوق متطور ومخلوق أقل تطوراً.. بل كل مخلوق أتقنه الله تعالى وأعطاه الخلق المناسب له: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88]... فالله تعالى يقول: (أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).. ونظرية التطور تقول: لا يوجد إتقان بل صراع من أجل البقاء وانتخاب طبيعي ومجرد قوانين وطفرات عشوائية تحدث بالمصادفة.. فمن نصدق؟! والخلاصة: لا يوجد مخلوق أحسن من مخلوق من حيث التصميم أو الإبداع أو الذكاء، بل كل شيء صنعه الله تعالى هو متقن ويتمتع بكفاءة عالية وذكاء مناسب، ولا يمكن لأحد أن يأتي بتصميم أحسن مما هو موجود حالياً في المخلوقات. حتى المخلوقات التي تعيش في الكهوف ولا تستطيع الرؤيا.. فقد أعطاها الله أفضل تصميم يناسب بيئتها، ولو كانت قادرة على الإبصار لتعبت عيونها وأصابتها الأمراض، ولذلك حرمها الله من نعمة البصر رحمة ورأفة بها.. فلو سألنا علماء التطور أنفسهم: هل يمكن أن يبدعوا لنا تصميماً لليعسوب مثلاً أفضل مما هو عليه، فالجواب بالطبع لا يمكن، وسوف يؤكدون أن كل شيء في هذه الحشرة جاء مناسباً لها، فتصميم الأجنحة وتصميم الأعين الذي يتفوق على البشر!! وكذلك تصميم الأرجل المناسب للتعلق والطيران وليس للمشي! وتصميم نظام التنفس والنظام العصبي... وتصميم الدماغ والقلب والبطن... كل شيء يعتبر إبداعياً ولا يوجد نقص أو خلل في هذا التصميم.. وبالتالي لا يمكن لهم أن يأتوا بتصميم أفضل.. بل إنهم يحاولون تقليد تصميم اليعسوب في اختراع طائرات متطورة... لأن اليعسوب لديه أسلوب فريد في الطيران يعجز أعظم مهندسي البشر عن تقليده!! إن الله خلق كل كائن حي بشكل مستقل، وبتصميم مثالي، وهيّأ له البيئة المثالية قبل أن يخلقه، ولكن داروين يقول عكس هذا الكلام.. فهو يعتقد أن اليعسوب وجد بالمصادفة وتأقلم مع البيئة من حوله بالمصادفة.. وأجنحته تطورت بالمصادفة، ودماغه تطور بالمصادفة... وأسلوب الطيران المتطور لديه جاء بالمصادفة... فأي إنسان عاقل يمكن له أن يصدق كل هذه المصادفات العبثية؟؟ قال تعالى: (قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَ لَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَ النُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد:]... وإلى مقالة أخرى بإذن الله في هذه السلسة العلمية، والتي سنكتشف من خلالها أن نظرية التطور عبارة عن مجرد خدعة غبية من قبل ملحدين بهدف خدمة مشروع إلحادي لا أكثر ولا أقل.. وأؤكد أنه لو ظهرت أي نظرية تخدم الملحدين بشكل أفضل لرموا نظرية التطور في سلة المهملات.. ولكن حتى الآن لا تزال تخدمهم وتقدم لهم دليلاً على إلحادهم وإنكار خالق الكون سبحانه وتعالى.. والحمد لله رب العالمين.. ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar المراجع http://jonlieffmd.com/blog/remarkable-fish-intelligence http://clownfish-breeding.com/ www.newscientist.com/article/dn27015-dragonfly-eyes-see-the-world-in-ultramulticolour.html#.VPOfzkIU1mD

التطور الغبي!!‏ أسئلة كثيرة لم ولن تجيب عليها نظرية التطور.. والسبب ببساطة هي أنها خدعة كبرى لدعم الإلحاد.. ولكن الذي يتقبل هذه النظرية يقبلها من دون تفكير... أسئلة كثيرة لم ولن تجيب عليها نظرية التطور.. والسبب ببساطة هي أنها خدعة كبرى لدعم الإلحاد.. ولكن الذي يتقبل هذه النظرية يقبلها من دون تفكير.... حسب نظرية التطور التي يقولون إنها حقيقة علمية فإن الطبيعة تختار الأفضل دائماً وهذا يسمى ‏الانتخاب أو الاصطفاء الطبيعي، ولكن...‏ كل الحفريات والمتحجرات تدل على وجود مخلوقات كاملة البنية كالديناصورات مثلاً.. إذا ‏كانت الطبيعة تختار الأفضل، فأين اختفى الأسوأ؟؟ النظرية تقول هناك مليارات الطفرات التي تحدث في جينات مخلوق ما، مما ينتج عدداً كبيراً من الأجيال المشوهة أو الناقصة نتيجة المصادفات... هذه الأعداد يجب أن تكون أضعاف الأعداد السليمة.. لأن نظرية الاحتمالات تقضي بأن الطبيعة تختار من بين مليارات السلالات الأفضل.. أما السلالات المشوهة فتنقرض ولا تستطيع البقاء... تقول النظرية إن الأسماك تحولت تدريجياً إلى مخلوقات برية بسبب الحاجة لذلك؟ فمن الذي حدّد هذه الحاجة؟ ومن الذي أخرج الأسماك إلى اليابسة ولماذا ومتى وكيف؟ كيف يمكن لسمكة أن تتحول إلى فأر ثم قرد ثم إنسان؟؟ وكيف يمكن لعقول من يقتنعوا بالتطور أن تقبل بذلك؟ والسؤال: لماذا لا نجد حفريات أو متحجرات لمخلوقات مشوهة أو غير مكتملة أو متحجرة لطائر بجناح ‏واحد مثلاً؟ ‏لماذا لا نجد مخلوقات ناقصة مثل ديناصور برجل واحدة أو عين واحدة.. أو زواحف من دون ذيل!!! وأين ذهبت كل هذه المليارات من المخلوقات الناقصة؟؟ لو كانت عملية التطور تتم بالمصادفة فإننا سنجد متحجرات مشوهة أكثر بكثير من المتحجرات السليمة أو الكاملة! مثلاً النظرية تفترض أن سبب طول عنق الزرافة هو الحاجة للوصول إلى الأشجار العالية، ولكن لماذا تضطر الزرافة لذلك، ولماذا لا تأكل من النباتات مثل بقية الحيوانات؟؟؟ بل كيف حدث هذا التطور ولماذا ومتى؟؟؟ لا أحد يجيب عن ذلك سوى بكلمات عامة.. الانتخاب الطبيعي، المصادفة، الطفرات، الحاجة لذلك... وكلمات لا معنى لها.. إذاً النظرية تقوم على مجموعة هائلة من الفرضيات، وكل فرضية تحتاج لفرضيات أخرى... إذاً المنطق العلمي يفرض علينا أن نعترف أن الطبيعة لا تختار الأفضل، لأن الأجيال الناتجة دائماً ‏كانت كلها الأفضل... ولم يكن هناك مخلوقات ناقصة حتى تأتي الطبيعة لتختار!!!‏ والسؤال الأهم: هل هناك دليل واحد فقط على تحول مخلوق لمخلوق آخر؟ هل تمكن العلماء من رصد عملية تحول من مخلوق لآخر، بل هل هناك تفسير لعملية التحول هذه؟ هناك تشابه بين القرود والبشر من حيث البنية الوراثية، ولكن... كيف تعلم القرد الكلام بعد أن تحول لإنسان؟ كيف تعلم التفكير الإبداعي بسبب الطفرات والمصادفات؟ كيف تعلم هذا القرد عملية الضحك والبكاء والغضب والحب والكره والحقد والحسد... الجواب حسب التطور هو المصادفة! عملية الخلق سارت طيلة ملايين السنين بدقة مذهلة وبسلالات مكتملة.. بل إن نسبة الأجيال المشوهة نادرة جداً.. مثلاً ثعبان برأسين... نسبة التشوه نادرة مما يدل على أننا أمام تطور ذكي تم بتقدير من خالق عليم قدير حكيم مبدع! شخص اسمه داروين حاول تقديم فكرة "إبداعية" يدعم بها الملحدين الذين يقولون إن الكون نشأ بالمصادفة ولكن يحتاجون لدليل علمي، فقدم لهم هذه النظرية التي بناها أساساً على التشابه والتنوع في مناقير وأشكال الطيور، ثم ورثها علماء ملحدون وقاموا بتطويرها من بعده، وكل يوم يغيرون ويضيفون لها أشياء أخرى ويرددون عبارات " التطور حقيقة علمية، حقيقة التطور ... وهكذا.. حتى أصبحت هذه الكذبة حقيقة علمية بنظر البعض، هذه قصة النظرية باختصار. يتخيل بعض العلماء أشكالاً لبشر بين القرد والإنسان عاشت قبل مئات الآلاف من السنين، ويبنون هذه الصور والتخيلات على عظم وجد متحجراً في صخور الأرض.. مع العلم أن هذا الكائن في الصورة ليس له وجود، بل هو تصور لأحد العلماء يدعي أنه وجد دليلاً على أن الإنسان أصله قرد.. والدليل قطعة عظم متحجرة وصورة ثلاثية الأبعاد بريشة فنان ماهر... سبحان الله! بكلمة أخرى نقول إن الله تعالى هو الذي خلق المخلوقات وأبدعها، ولا يوجد مصادفة في خلق الله ‏تعالى القائل: (وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ ‏وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45]... الحمد له ‏على نعمة الإسلام...‏ ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar

نقد التطور: السمكة أذكى أم القرد؟ آلاف الحقائق العلية التي تؤكد أن نظرية التطور خاطئة تماماً.. ومن هذه الحقائق ما يؤكده العلماء حول الذكاء عند الكائنات الحية، فذكاء المخلوقات يتناقض مع فكرة التطور.... عنق الزرافة يحطم التطور لم نشهد علماً مليئاً بالخداع والتضليل والتناقض مثل ما يسمى بالتطور، دعونا نتأمل ما كشفه العلماء حول طول عنق الزرافة وكيف يحتال علماء نظرية التطور لتسويق أفكارهم الإلحادية.... طالما ادعى علماء التطور أن الزرافة مخلوق تطور من مخلوق أقصر منه، وسبب ذلك أن الحيوانات في ذلك الوقت كانت تتنافس على مصادر الغذاء.. وبما أن الطبيعة ذكية جداً وبارعة في التصميم فقد اختارت من بين ملايين المخلوقات هذه الزرافة بالذات وجعلتها تطور عنقها ليصبح أطول عنق في الطبيعة، وذلك لتصل لقمم الأشجار العالية وتضمن غذاءها ولا تنقرض!! ولكن المفاجأة أن العلماء قد كشفوا أن الزرافة نفسها في حالات الجفاف تحني رقبتها وتأكل الأعشاب والنباتات القصيرة مثلها مثل بقية الكائنات.. ولكن لماذا اختارت الطبيعة هذا الكائن بالذات لتطيل عنقه بهذا الشهل الهائل؟ ولماذا تركت ملايين الكائنات الأخرى؟ لذلك يمكن القول إن عنق الزرافة يحطم جميع قوانين التطور التي يدعي أصحابها أنها أصبحت حقيقة علمية. في عام 1996، شرح الخبيران في علم الحيوان روبرت سيمنز ولو شيبرس العديد من الأمور التي تدحض ما بات يُعرف باسم فرضية "الحيوانات (الآكلة للعشب) التي تتنافس على التغذي" على النباتات. وكتب الباحثان في دورية "أمريكان ناتشراليست" أنه "خلال موسم الجفاف (الذي يُفترض أن تكون فيه المنافسة على الحصول على الغذاء على أشدها) تتغذى الزَرَافات عامةً من الشجيرات المنخفضة، لا الأشجار العالية". بل إن هذه الحيوانات تتغذى في غالبية الأوقات، وعلى نحو أسرع، عندما تكون أعناقها منحنيةً إلى أسفل (1). وتستطيع الزرافة أن تحني رقبتها لتشرب الماء من الأنهار والبحيرات. ولكن بعض علماء التطور يهربون من جديد نحو فرضيات أخرى.. لذا اقترح سيمنز وشيبرس تصوراً بديلاً، افترضا فيه أن العنق الطويل للزرافة، ناجمٌ عما يُعرف بـ"الانتقاء الجنسي"، وهو مفهوم يشكل جزءاً من نظرية "الانتقاء الطبيعي"، التي وضعها داروين. ولكن هناك مشكلة أخرى، فقد لاحظ الباحثون أن أعناق الذكور أطول من أعناق الإناث.. وكذلك هناك اختلافات في حجم الرأس، وأن هناك منافسات شرسة بين الذكور للفوز بالأنثى.. وهذه المنافسات أدت إلى طول عنق الزرافة!! وهذا الأمر غير منطقي أيضاً لأن السؤال يبقى: لماذا الزرافة بالذات؟ فالتنافس معروف في عالم الحيوانات ويصل إلى درجة الموت في سبيل الحصول على الأنثى.. فلماذا اختارت الطبيعة هذه الزرافة... طبعا لا يوجد أي جواب حسب نظرية التطور. حتى هذه اللحظة: - لا يعرف أحد من علماء التطور ما هو المخلوق الذي تطورت منه الزرافة! - لا يعرف علماء التطور ما هي الطفرات التي حدثت في جينات هذا المخلوق وسبب طول عنقه! - لا يعرف علماء التطور لماذا حدثت هذه الطفرات في هذه الزرافة بالذات، لماذا لم تحدث في كائن آخر؟ - ليس لدى العلماء حتى الآن أي إثبات علمي على أن الزرافة تطورت.. ليس هناك أي متحجرات، وليس هناك أي دليل من علم الجينات والهندسة الوراثية... - كذلك ليس هناك أي دليل علمي باستثناء التشابه الظاهري لهذه الزرافة مع بقية الكائنات... وهذا التشابه ليس دليلاً على التطور، بل دليل على أن المصمم واحد سبحانه وتعالى. التفسير القرآني لهذه الظاهرة وغيرها يقول تبارك وتعالى: (وَ اللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ) [النور: 45]. هذه الآية الكريمة تؤكد أن هذه الدواب ومنها الزرافة قد خلقها الله من ماء. فلماذا نقول إن الزرافة تطورت من مخلوق عاش قبلها وماذا نستفيد من هذه النظرية؟ وما هي المشكلة إذا قلنا إن الزرافة خُلقت خلقاً مباشراً من عناصر الأرض والنسبة العظمى من الماء (كما نعلم أكثر من 70 % من المادة الحية تتكون من الماء)؟! إن الذي خلق خلية البكتريا التي عاشت قبل 3.5 بليون عام.. هو ذاته الذي خلق الزرافة قبل مئات الملايين من السنين، ومن الناحية العلمية فإن خلق الزرافة ليس أصعب من خلق الخلية!! فخلق خلية واحدة من عناصر الأرض (الماء بشكل أساسي) عملية لا يمكن أن تحدث بالمصادفة ولا يمكن أن تتم إلا من قبل الخالق تبارك وتعالى.. كذلك خلق الزرافة تم من قبل الخالق ولكن عملية الخلق تتم وفق نظام وقوانين محكمة. لو قمنا بتحليل جسم الزرافة إلى مكوناته الأساسية سوف نجد أنها تتكون من كمية كبيرة من الماء وكمية من عناصر أخرى مثل الكربون والنتروجين وغير ذلك.. دعونا نتساءل: ما هو الفرق بين الزرافة وبين مكوناتها الأساسية؟ طبعاً من الناحية الكيميائية لا يوجد أي فرق.. الفرق فقط في المعلومات التي تم وضعها في هذه العناصر الأساسية لتشكل هذه الزرافة. سأضرب لكم مثلاً آخر لتوضيح فكرتي: لنأخذ جهاز الهاتف الذكي وهو جهاز رائع جداً وله ميزات مذهلة نستطيع من خلاله التواصل والتصوير وإرسال المعلومات والقراءة وحتى قياس نبضات القلب... ونفكر: مم يتكون هذا الجهاز؟ إنه بكل بساطة يتكون من عناصر أساسية مثل السيكون والكربون والأكسجين والهيدروجين... وهكذا لو جئنا بنفس هذه العناصر وبنفس الكمية الموجودة في الهاتف الذكي ووضعهناها بالقرب من هذا الهاتف، نجد من الناحية الكيميائية أنه لا يوجد أي فرق بينهما.. ولكن لماذا هذه العناصر لا تعمل أي شيء من تلقاء نفسها.. ولماذا الهاتف الذكي يقوم بكل هذه الأعمال؟ السرّ يكمن في المعلومات التي تم وضعها داخل هذه العناصر لتشكل الهاتف الذكي.. فقد تم وضع معلومات في هذه العناصر من خلال تصنيع هذه العناصر وترتيبها بطريقة محددة لتعطينا هذا الهاتف.. كما تم وضع معلومات على شكل برنامج تشغيل لتشغيل الجهاز.. وتم تزويده بالطاقة من خلال البطارية... وتم وضع معلومات في العناصر المكونة للشاشة للتحكم بهذا الجهاز... وهكذا الفرق بين الهاتف الذكي وبين مكوناته هي: "المعلومات". وهذا بالضبط هو الفرق بين الزرافة وبين مكوناتها... المعلومات التي تم وضعها في هذه المكونات التي حولت هذه العناصر إلى زرافة فيها مليارات الخلايا ومئات الأجهزة الدقيقة وفيها كل هذا التعقيد المذهل.. القرآن أشار بوضوح إلى عملية خلق هذه الزرافة وغيرها من المخلوقات من خلال قوله تعالى: (اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 47]. فعبارة (كُنْ فَيَكُونُ) تشير إلى بث أو نفخ معلومات في عناصر من الطبيعة فتتحول إلى مخلوق كامل بسرعة هائلة وبلمح البصر بل أقل.. أي خلال جزء ضئيل من الثانية ولذلك قال تعالى: (وَ مَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) [القمر: 50]. ونقول أيها الأحبة: من الناحية العلمية أيهما أفضل: أن نفترض أن الزرافة تطورت من مخلوق سبقها، ونضع الاحتمالات والفرضيات وكل يوم نكتشف أن افتراضنا كان خاطئاً ونبقى في حالة تخبط دون الوصول للحقيقة. أو أن نفترض أن الله تعالى هو الذي خلق هذه الزرافة خلقاً مباشراً وبث فيها المعلومات التي تضمن لها حياة مستقرة واختار لها العنق المناسبة والأرجل المناسبة والتصميم الأفضل؟ ولو سألنا جميع علماء الدنيا: هل يوجد لديكم تصميم أفضل للزرافة مما هي عليه الآن؟؟ الجميع سيؤكدون أن تصميم الزرافة مثالي جداً ولا يمكن الإتيان بتصميم أفضل.. وأي تعديل نقوم به على جينات الزرافة سوف ينتج تشوهات ومشاكل متعددة.. فلو قصرنا الرقبة مثلاً ستعاني من مشاكل المشي بسبب طول أرجها الأمامية.. ولو غيرنا تصميم الأعين فلن تستطيع الزرافة رؤية الأرض بشكل جيد فتتعثر وتصبح فريسة سهلة للأعداء.... وهكذا أي تغيير نحدثه في الزرافة سيؤثر على أدائها. إذاً لماذا نلجأ إلى نظرية التطور التي لا تفسر أي شيء.. ونترك كلام الخالق عز وجل فهو الذي خلق الزرافة وهو أعلم كيف خلقها وأعلم بحالها وباحتياجاتها وأعلم بما هو مناسب لها... ولماذا نقول إن الطبيعة والمصادفة والطفرات الوراثية هي المسؤولة عن خلق الزرافة.... والله يقول: ( أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [الرعد: 19]. تتميز الزرافة بتصميم فريد للأعين بشكل تبرز للخارج وتميل بزاوية محددة لتتمكن من رؤية طريقها، ولولا هذا التصميم الفريد لما عاشت الزرافة ملايين السنين.. إن علماء التطور يضللون الناس من خلال خلطهم بين قواعد وقوانين علم الهندسة الوراثية وهو علم صحيح، وبين ما يسمونه بالتطور. فيوهمون الناس بأن التغيرات التي تحدث في جينات فيروس مثلاً فيغير شكله ليتغلب على الأدوية ويصبح مضاداً لهذه الأدوية ويكتسب مناعة ضدها فلا تؤثر فيه.. يقولون انظروا كيف أن الفيروس يتطور!! ويعتبرون ذلك دليلاً عملياً على التطور... مع العلم أن الفيروس مهما غير شكله ومهما اكتسب من مناعة... يبقى في النهاية فيروساً، إذاً أين التطور؟ الزرافة لا يمكن أن تتطور من مخلوق آخر لو كانت الزرافة تطورت من مخلوق آخر عبر ملايين السنين يجب أن يكون لدينا ملايين المخلوقات من الزرافات ذوات الأعناق المتدرجة في الطول.. أي يجب أن نجد في المتحجرات التي تعود لملايين السنين أحافير لزرافات أقصر فأقصر.. ولكن الواقع أن الزرافة وجدت على الأرض بهذا الطول وبهذه المواصفات وبشكل مفاجئ! وهذا يناقض جميع قوانين التطور التي تقول بالتدرج. إذاً من الناحية العلمية، أي إذا أردنا أن نتكلم بلغة العلم فإن الحديث عن تطور الزرافة من مخلوق آخر حديث فارغ لا معنى له.. لأن الزرافة لها خصائص مميزة جداً لا تشاركها أي مخلوقات أخر بها.. فالتصميم فريد من نوعه.. طريقة التصميم الداخلي لأجزاء الزرافة أيضاً فريدة ومميزة.. أسلوب حياة الزرافة وتكاثرها وغذائها... جميعها فريدة وخاصة بهذا المخلوق المذهل.. وهذا يدعونا للاعتقاد بأن الله خلقها خلقاً مباشراً وأعطاها خصائصها وهداها لرزقها وحياتها.. وقال: (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [طه: 50]. ولذلك أرجو من أحبتي في الله والذين يعتقدون أن نظرية التطور أصبحت حقيقة علمية، أؤكد لهم أنها أكبر خديعة علمية.. لأنها لا توجد نظرية خدمت الملحدين مثل نظرية التطور.. فكما ترون اليوم الذي يسيطر على المجتمع العلمي قلّة من الملحدين يتحكمون بالبحث العلمي وبما يجب أن ينشر وما يجب إبعاده.. واقرأوا إن شئتم حول كثير من العلماء المطرودين بسبب رفضهم لنظرية التطور.. واقرأوا كذلك فضائح نظرية التطور.. خدعة جمجمة بلتداون، خدعة لوسي، خدعة شجرة التطور، خدعة المتحجرات الوسيطة التي تمثل الحلقات المفقودة... واقرأوا حول ذلك البحث العلمي الذي أنجزه علماء من الصين حول تصميم قبضة اليد وأشاروا فيه إلى أن تصميم قبضة اليد لابد أن يكون قد تم من قبل الخالق.. لأن الطبيعة لا يوجد فيها أي شيء يمكن أن يسبب تطور الحركات المعقدة التي تستطيع القيام بها هذه القبضة العجيبة.. وبعد نشر البحث في مجلة علمية مرموقة تم حذفه لأنه يعترف بخالق لقبضة اليد!! إنها نظرية مليئة بالخدع والفضائح والتزييف وترفض أي ذكر أو إشارة لوجود خالق للكون.. ويمكنكم أن تقرأوا ملايين المقالات التي كتبت حول التطور في مجلات علمية عالمية: هل توجد مقالة واحدة تقول بأن الله تعالى هو من خلق الكائنات! طبعاً هذا الكلام يدمر نظرية التطور ولذلك يرفضونه تماماً. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر: 3]. ــــــــــــ بقلم عبد الدائم الكحيل www.kaheel7.com/ar المراجع http://www.bbc.com/arabic/scienceandtech/2016/07/160712_vert_earth_giraffes_long_necks_for_mating http://www.bbc.com/earth/story/20160629-giraffes-did-not-evolve-long-necks-to-reach-tall-trees

اليعسوب يدمر نظرية التطور!!‏ في كل يوم يظهر اكتشاف علمي يناقض نظرية التطور بشكل صارخ.. ومن هذه الاكتشافات ما وجده العلماء حول حشرة اليعسوب.. دعونا نتأمل ونشكر الله تعالى على نعمة القرآن والإيمان...

Commentaires